أبا الأحرار

{ الشيخ محمد حيدر }

حملت ولاك رأياً واعتقاداً

وفي دنياك بصرت الفؤادا

***

ومن صغر تلمست الاماني

بحبك روح من حمل الودادا

***

وما انصب الدم العربي إلا

على حب الوصي . وما تهادا

***

ولا عجب فان ولاه فينا

بياض العين تكتنف السوادا

***

فديتك جس أياً من عضامي

تجدها السنا خلقت . حدادا

***

أب لي مشفق حدب وأم

قد اصطنعا لدي ولاك زادا

***

وباسمك عوذا مهداً علي

شغاف القلب ينعقد انعقادا

***

غرست ولاك في قلبي ليوم

به ابغي على يدك الحصادا

***

اكاد . وللهوى وضح مشع

بروحي . استحيل له زنادا

***

وينطق كل جرح يعربي

دماً كان الفؤاد له مدادا

***

انا العربي ولتكن القوافي

كآمالي جلاء واتقادا

***

فديتك أي عاطفة تغذت

بروحك ما تحملت السدادا

***

وكيف ينال مني الصمت حضاً

والف فم قد استوحى الفؤادا

***

أمير المؤمنين . وكل جيل

على واديك يحتشد احتشادا

***

يحوم فوق ربوته جلالا

ويمسك باب مسجده اعتمادا

***

ويلتقط الحصى كجمان در

تعثر فيه صياداً فصادا

***

تساقطت النجوم عليه زهواً

وطافت حول روضته إتادا

***

ولم الفجر ذيلا ذهبته

دماء بنات ليلته ودادا

***

على مجرين من نار ونور

به موسى بن عمران تهادى

***

وحاز من النبوة معجزاة

بها يستنطق الصم الجلادا

***

قلوب فوقها لصقت قلوب

به ديفت . الا فسل الجمادا

***

يطوف العقل بين غد وأمس

باحساس عن الحرمات ذادا

***

وآمن بالعقيدة وهي نور

به لمس الحقيقة فاستقادا

***

وكبر فوق منعطف أديفت

به الارواح . حيث بها يفادى

***

وماردة من الجن استطالت

على الافاق تمتد امتدادا

***

لتطبق مقلة الشهب الزواهي

وتكسب فحمة الليل استودادا

***

ومشنقة تدبرها . لروح

سماوي . قد احتضن البلادا

***

ولولا رحمة مسكت قواه

بألطاف لاوشك أن يصادا

***

أبا حسن تجشمت الليالي

مدلا ما تشكيت الجهادا

***

وكيف الدهر يوهن منك عظماً

وقد حملتها سبعاً شدادا

***

قنعت بكوخك الذاوي ضلوعا

وفي خفقات شمعته اتقادا

***

واقراص الشعير ألذ شيء

إلى شفتيك طعماً وارد رادا

***

يلفك من نسيج الصوف ثوب

لتسعد في خشونته العبادا
***

وبعد خفوق شمعك الف جيل

بالف هدى تبصره رشادا

***

وذاك القرص يا رحماك فينا

جرى ذهبا على يدنا وجادا

***

أبا الاحرار . كرم فيك جيل

خلقت لان يسود ولا يسادا

***

رسمت له على سفر الليالي

بكفك احرفاً . لمعت سدادا

***

تبنيت الدماء الحمر صرحاً

وانزلت النجوم له جيادا

***

وتاريخ لو ان الفجر حرف

تحمل منك معنى مستفادا

***

ومجد فوق وادي الطور . اربى

على الدنيا فكان لها عمادا

***

نسجت على جوانبه ستارا

ضليلا بالكرامة حيث مادا

***

يحس النجم اهداباً عليه

ثقالا . كلما افترش الوهادا

***

ويلتقط الحصى من كل فج

ليرجم . مارد الافق احتقادا

***

ويحمل للسما اكليل نور

ليخجل فيه فرقده الجوادا

***

اجلك ايها الجمهور عما

اصيب به سواك وعنه حادا

***

اجلك عن غواية من رشفنا

على يده الضلالة والفسادا

***

واعتقد الصراحة عهد مجد

به في كل مزدحم تنادى

***

مشى الماضي على مضض ووافى

يعاني البؤس حاضرنا اضطهادا

***

تسيرنا المطامع حيث شاءت

إلى ما ليس يبلغنا المرادا

***

اراقت سمها فينا أناس

اهانوا الورد واحترموا القتادا

***

سترسمنا يد التاريخ روحاً

على مرآتها الف السهادا

***

وما الارواح إلا كالمرايا

تفاجؤها . اذا صقلت . وقادا

***

تفجرت الشفاه دما لمجد

بناه بسيفه الهادي وشادا

***

على تاريخ نهضتنا مضاعاً

ولم نسعفه رعياً وارتدادا

***

على عصبية سكبت دماها

على اعصاب من حمل العنادا

***

على لذعات جمرة مستبد

ألفناها على وهن وسادا

***

فانا بالحري نقوم وعياً

لما نبغيه . مثنى او فرادى

***

ونقتحم المنون وليس بدعا

اذا اوسم الجبين لنا جهادا

***

فرب السيف يخلق للمنايا

ويأبى دون غمرتها . مهادا

***

ونكتب احرفاً في كل سفر

(دم الاحرار كان لها مدادا)