نور وبلقع

{ الشيخ صالح الظالمي }

... وأقاموه في «الغدير» احتفالا

وانبرى كل ألمعي

ينشر الصفحة النقية فجراً

فوق احضان «بلقع»

عرضت فوقها حياة «علي»

والهدى خير برقع

والقوافي مرنحات نشاوى

تتهادى بمسمعي

كلم طيب التسلسل عذب

مثل إيقاع مبدع

***

لمن يقام الحفل في حشده

ونحن لمن نحفل بغير النغم؟!

كأننا لم نع غاياته

ولم نكن نعرف فيم انتظم؟!

يا لضياع النور في اعين

ما عرفت غير انكماش الظلم

لا يقتل الجمال الا العمى

ولا يميت الشدو الا الصمم

***

ثم جئنا نعدهن خصالا

اختها الأنجم الوضاء

أي أرض يمسها الضوء منها

لم تطاول به السماء؟

الهدى منبع تفجر نوراً

دافقاً طيب الرواء

يخفق الحق في حناياه حياً

مثلما يخفق الضياء

صور للسنى تمر وضاء

تسكب السحر والشذاء

***

وهكذا تتابعت وانبرت

ونحن لا نملك غير النظر

ولم نصوب للهدى نظرة

لنعرف الدرب الذي يختصر

ما احقر الأريج في روضه

ان لم تنشقه انوف البشر

وما اذل اللحن من بلبل

ان لم يكن السامع غير الحجر

***

واذا العدل مشرق يتجلى

بينها مترف السناء

المساوات من مجاريه تسقى

فالورى عنده سواء

والضعيف المحروم ينفض عنه

ما يعانيه من بلاء

والذي يعصر النفوس ضعافاً

كل ما يرتجى الثراء

يتحداه كي يسل فواداً

منه يقتات بالشقاء

***

ويصرع الحرمان في مهده

قسراً ليجتث جذور الخطر

كم فكرة ديست بأقدامه

وكم حجى على يديه انتحر؟

***

القيت في حفلة الجمعية المقامة في ذكرى الغدير بتاريخ 18 ذي الحجة 1374 هجـ الموافق 7/ 8/ 1955