من مثل حيدر...؟

{ عامر عزيز الانباري }

شغلوا بعد سماته

وهو الكمال بذاتهِ

من أين نبدأ وصفه

أو ننتهي بصفاتهِ

عبثاً نحاول فالحديث

يطول في آياتهِ

انا كمن عد النجوم

بعد بعض سماته

من مثله رجل بطول

الدهر في فلتاته

رجل ترجل هامة

قهر العدا بحياته

قهر الردى بمماته

(من مثل حيدر...؟) في الوغى

في الجود في عزماته

لو قيل: هات الشمس

للباري وفي مرضاته

لأتى بها مغلولة

لتصير من جمراته

***

عنك انحدار السيل من أقصاه

حاشاك ان يعلوك الا الله

والمصطفى الهادي فأنت ربيبه

يلقاك في العليا كما تلقاه

يا واحد الثقلين ليس كمثله

عبدٌ تمر على النجوم خطاه

الكون في كفيك جرم واحد

في اصغريك ظلامه وضياه

والعالم العلوي يشهد انه

ارض لديك فأنت أنت سماه

لم يخلق الله الوجود وأنما

كان الوجود محمداً واخاه

الشمس تعجب من بريق سناه

والبدر يخجل منه حين يراه

والكوكب الوقاد حين يمرهُ

كالعبدِ حين يمره مولاه

والغاديات تحوم حول جبهته

شوقاً لطلعته وفيض نداه

والريح لاهثة تجر ورائها

لو سار نحو عداه – حتف عداه

والوحش في الفلوات منبهر به

فهو الوحيد ولن يكون سواه

والضاريات من السباع تمره

كي تتقيه، وكي تنال رضاه

والحوت في البحر العظيم لأجله

يدعو الاله الرب كي يرعاه

والورد والريحان ينبت حيثما

وطئت على ظهر الثرى قدماه

والبُلبل الغريد يهتف باسمه:

هذا علي جل من سواه

يا آية الله التي في سرها

هامت عقول، وأدعت افواه

يا أيها الوتر الذي في شخصه

كفر الغلاة فقيل فيه: اله

ما كان ذنبك يا علي فقبلهم

ظلوا كذلك في المسيح وتاهوا

أنت الفدائي الذي لو أضرمت

نار المجرة فالشموس فداه

والباسل المغوار يوم تراجعت

همم الرجال فلم يكن الَّاه

والجحفل الجرار في فرد يدا

كل الجحافل كلها تخشاه

والصارم العضب الذي في حده

تجري النفوس كأنها تهواه

والعبقري الفذ ليس نظيره

في الخافقين من الورى حاشاه

والكوثر الجاري بكل فضيلة

جادت بها يمناه أو يسراه

انت الذي قد قال فيه المصطفى

والناس تسمع قوله ونداه

:(من كنت مولاه)، وكنت وليه

(هذا علي) فليكن (مولاه)

جرح يضج الدهر من ويلاته

للان.. ينزف في القباب تراه

وعلى المنائر منه كل حمامة

تنعى الوصي وسربها ينعاه

وكذا المنابر اعين محمرة

بنجيعها تهمي على ذكراه..

والنخل يصرخ من أساه كأنه

لبني علي ألسن وشفاه

رأس يدار على القناة وضيغم

عند الشريعة قطعت كفاه

وأخ تدس له السموم ووالد

عند السجود مخضب بدماه

وعقيلة تسبى وبيت يبنى

في كربلاء بباترات عداه

وكأن حيدر او بنيه صاروا

ضد النبي وكذبوا دعواه

ما هكذا أوصى الرسول بآله

والآل بضعة قلبه وحجاه