الولاية

{ كامل سليمان }

أبا حسنٍ يكفي محبَّك أن يرى

ولاءك في يوم القيامة نافِعا

***

فأنت وصيٌّ، بل أخٌ لمحمَّدٍ

وغيرُك ما أمسى له الأمرَ طائعا

***

وقد كنتَ منه مثلَ موسى وصِنوه

قريباً لأسباب الوصيَّة جامعا

***

لذاك حباك الله فضلاً ورفعةً

وسوَّاك في كلِّ الخلائقِ شافعا

***

فلو أنَّ إنساناً قضى العمر صائماً

وأفنى الليالي ساجداً، ثم راكعا،

***

وجاء على غير الولاية، طامعاً

بمغفرةٍ لم يلقَ عنه مُدافعا..

***

نشأتُ على حُب الوصيِّ وآله

ولِيداً، فطفلاً، بل غُلاماً فيافِعا

***

وقضَّيت أيامَ الشباب، وجُزتها

إلى الشَّيب، مجبولاً على ذاك سامعا

***

وآمنتُ بالوحي الذي جاء نصُّه

على حقِّه، في محكم الذِّكر صادِعا

***

وقال له: بلِّغ، ولا تخش منكِراً

ولا تُبق هذا الأمر في النَّاس ضائعا

***

فبلَّغ في «يوم الغدير» وصيةً

وكشَّف عن آل النبيِّ البراقعا

***

.. فحَقُّهم كالصُّبح، أبلجُ، ساطعٌ

تجلَّى على رغم المعاند ناصِعا

***

وهم خير مَنْ صلَّى وزكَّى، وخير مَنْ

ألوذُ بهم عند الشَّدائد خاشعا

***

جعلتُهم من بعد أحمد عُدَّتي

وأصبحت في نَيلِ الشفاعة طامعا

***

وقلتُ لمن قد شكَّ ما جاء فيهمُ

وينكرُ نور البدر في الأفق ساطعا

***

فلا رافعٌ يا ربِّ من كنتَ واضعاً

ولا واضعٌ يا ربِّ مَنْ كنتَ رافعا..