اللَّهم فاشهدْ..

{ كامل سليمان }

أُلقيت في نادي الإمام الصادق (ع) في صُور بمناسبة يوم عيد الغدير سنة 1965 م

                      

ماذا جرى يوم «الغديرِ»

فالنَّاسُ في أَمرٍ خطيرِ!

***

نُودوا، فجاؤوا يُهْرعو

ن، وما أحسَّوا بالهجيرِ!

***

يدَّافعون إلى رسول الـ

ـلَّهِ، في زحفٍ كبيرِ!

***

جاؤواه، والوديانُ تلـ

ـهثُ باللَّظى، بل بالسعير!

***

جاؤوا.. ووجَّهت الصَّحا

رى سَمْعَها نحو النَّفير

***

محبوسةَ الأنفاس تر

مق منبراً  قرب «الغدير»

***

مِرقاتُه الأحداجُ، لا

عرشُ «الخورنق» والسَّدير»

***

يرقاهُ أحمدُ مُنذراً

يعلوه فيضٌ من سرورِ

***

وبصدره إرهاصةٌ

جاءت عن الرَّبِّ القدير

***

ودعا عليّاً فاشرأَ

بَّت كلُّ عُنقٍ في الحضورِ

***

وأقامَهُ في قُربه

يبدو إلى الجَمْع الغَفيرِ

***

كفُّ الإمام بكفِّه

يا من رأى شلال نُور!

***

فالكون إصغاءٌ يُشيـ

ـرُ له، فيعنو للمُشير!

***

.. ويهزُّ صوتٌ جهور

يٌّ منهمُ حيَّ الضمير:

***

أوَلستُ مولاكم؟.. ولم

أنطقْ لكم يوماً بزور؟

***

أمْ لستُ أولى بالنُّفو

سِ، على الصَّغير أو الكبيرِ؟

***

قالوا: بلى.. واللهُ يعـ

ـلمُ ما أكنُّوا في الصُّدورِ!

***

وأتمَّ يُلقي حُجةً

في منطقٍ عذبٍ يسيرِ:

***

هذا وصيِّي، وابنُ عَـ

ـمِّي، والمحكَّم في الأمورِ

***

هذا أخي، لا تَخذلو

ه.. إنَّ ناصره نصيري

***

أنا من عليٍّ، وهو مِـ

ـنِّي في الأصول وفي الجذورِ

***

يا ربِّ: فاشهدْ.. إنَّني

قد جئتهم بهدى منير!

***

وادَّافعوا نحو الوصِـ

ـي، وهمْ كأمواجِ البحور!

***

هذا «أبو بكر» يهـ

ـزُّ يَد الهدى، جمَّ الحبورِ

***

وأتَى «أبو حفصٍ» يليـ

ـهِ، كالنَّظير معَ النَّظير،

***

ويَليهما في الحال «ذو الـ

ـنُّورينِ» في زهو وفيرِ

***

قالوا: نَعُمَتْ بخٍ بخٍ

هُنِّئَت بالفوز الكبيرِ!

***

قد صرت مولانا ومو

لى المؤمنين، على الدُّهور!

***

وتلاهُم الأبدالَ والْـ

ـأبطالُ في سيلٍ غزيرِ

***

مُستبشرين ببَيعةٍ

فهمُ على الأمرِ الخطيرِ

***

مستأنسين بنعمةٍ

تمَّت لهم يوم «الغديرِ»

***

نادَى النبيُّ بها فالْـ

ـقى كلَّ كبدٍ في النُّحور:

***

لكن رآها البعضُ في الـ

ـتَّقدير قاصمةَ الظهورِ!

***

فطوى عليها غلَّة

تغلي بها غليَ القُدورِ!

***

.. ما بالُ قومٍ يرفضُو

نَ وصيَّةَ الهادي النَّذير!

***

هُم لقَّبوهُ صادقاً

لم يغمزوه بقول زُورِ

***

قد آمنوا باللهِ، بالـ

ـقرآن، فيه.. بلا غرورِ

***

بل أذعنوا في كلِّ ما

أوحَى إليه من السُّطورِ،

***

إلَّا الوصيةَ وحدَها

قد قابلوها بالنَّكيرِ!!!

***

إنِّي أقول لمن بَغَى

قولاً صريحاً عن ضميرِ:

***

يا قاسِطون لبيعةٍ

قد كافحوها بالشُّرورِ

***

يا مارِقون: تمرَّغوا

في خزْيها عبْر العصور

***

يا ناكِثون: تبدَّلوا

عن دينهم شروى نَقِير

***

إنِّي أقول لهم، وقد

ردُّوا بها حقَّ الأميرِ:

***

هل ضلَّ بعد هدايةٍ

أمْ جاء بِدعاً في الأمور؟!

***

ما بالُكم – بضلالكم -

جئتم بشرِّ مستطيرِ؟

***

ما غرَّكم في دينكم

فتبِعتمُ أهلُ الغرور؟!

***

هل بعد قولِ محمدٍ

وزنٌ لقولٍ في العشير؟!

***

مَن ردَّهُ فعلَيه وِزْر الـ

ـرَّدِّ، في يومٍ عسير

***

فالمُفترون حسابُهم

يلْقونه يومَ النُّشور..