الشيخ مصطفى مصري العاملي ( حفظه الله )

الشيخ مصطفى مصري العاملي ( حفظه الله )
الشيخ العلامة مصطفى مصري العاملي – لبنان 22 صفر 1431  -  7/2/2010
      ولد في لبنان في جبل عامل عام 1962، ونشأ ودرس في باب مدينة العلم الأشرف، وبعد ظروف العراق في السبعينات في القرن الماضي غادر العراق متنقلا بين الحوزات العلمية في لبنان وسوريا وإيران، فعرف الكثير من المحن والابتلاءات في لبنان خاصة بسبب ظروف الحرب الأهلية فيها، أعد وألف العديد من الكتب القيمة  من ابرزها (رحلة في عالم الصلاة) هذا الكتاب الذي تعرج فيه الروح لصلاة مطمئنة، له الكثير من الأنشطة الخيرية مثل انشاء مدارس ومراكز ثقافية في لبنان تهتم بالشباب من اجل تثبيت القيم والأخلاق والمذهب الحق لأهل البيت عليهم السلام ، وبعد عودته إلى العراق عمل مع العتبة الحسينية المقدسة في مجال التبليغ والارشاد والقاء المحاضرات وعمل البرامج الفضائية ... وما زال مستمرا في عمله ونشاطه ، ذلك هو سماحة الشيخ العلامة مصطفى محمد مصري العاملي.
 
الدراسة في النجف متى بدأت وكيف؟
كان والدي سماحة الشيخ محمد المصري العاملي يدرس في النجف وقد اشار عليه سماحة اية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) بالتبليغ والرجوع إلى لبنان، وبالفعل عاد إلى لبنان وأقام في لبنان بضع سنين ثم رجع إلى العراق وكنت أنا في السنة الثانية من عمري وكان والدي يتنقل بين النجف ولبنان، وبدأت دراستي منذ عام 1968 في الحوزة العلمية في النجف الأشرف وكنت فيها مستمرا ومواظبا على الدرس والتحضير حتى عام 1975م، وكنت حينها ادرس الدراسة الحوزوية والدراسة الأكاديمية فقد دخلت مدرسة منتدى النشر عام 1969، وقد درست في النجف المقدمات وجزء من السطوح ثم انتقلنا في منتصف السبعينات إلى لبنان.
 
هل أكملتم الدراسة الحوزوية في لبنان او في غيرها؟
بعد رجوعنا إلى لبنان سنة 1975 كانت بداية الحرب الأهلية هناك فتابعت دراستي الأكاديمية ودرست في المدارس المهنية ودراسات في الكهرباء وعندما سمحت الظروف عادت الدراسة الحوزوية فدرست عند الشيخ تقي ال فقيه ثلاث سنوات وقد اكملت السطوح ثم ذهبت إلى الشام ودرست الرسائل في الحوزة الزينبية وبعدها ذهبت إلى قم لدراسة البحث الخارج وقد حضرت عند عدد من المراجع هناك.
 
من أهم أبرز أساتذة الشيخ مصطفى العاملي؟
بفضل الله تعالى درست عند خيرة الأساتذة ومن مختلف الحوزات، وكان استاذي الأول هو والدي الذي علمني وحبب الي طريق العلم والتعلم ووضع قدمي على هذا الطريق الذي تحفه أجنحة الملائكة.. ومن أبرز أساتذتي في النجف الأشرف الشيخ أسد الله الذي أكن له كل المودة والتقدير والاحترام والاستاذ عادل العسيران من لبنان والشيخ حسن البرنوجندي وفي الشام عند السيد الواحدي، وفي لبنان عند المرجع الشيخ محمد تقي الفقيه وفي قم درست عند المرجع الشيخ الوحيد الخراساني وعند المرجع السيد محمد صادق الروحاني وعند السيد كاظم الحائري وسماحة الشيخ محمد السند والشيخ مكارم الشيرازي.
 
ما الإجازات التي حصلتم عليها:
حصلت على اجازة من سماحة اية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني ومن السيد الروحاني واجازة من سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني بواسطة أحد الأفاضل.
 
درستم في عدة حوزات علمية فكيف تنظرون إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف؟
أنا من المتعصبين لحوزة النجف فهذه الحوزة العلمية بحق تمتاز بوجود علاقة خاصة بين الأستاذ والتلميذ وهذه العلامة اكبر من علاقة الدرس فيكون للأستاذ دور الراعي والموجه فكان الأستاذ يتدخل حتى في الخصوصيات، والأستاذ كان همه الوحيد افهام الدرس والمطالب التي في الدرس وكان الأستاذ يعيد الدرس اكثر من مرة حتى يفهم الطلبة الدرس بصورة جيدة، إضافة إلى ان الأساتذة وحتى الطالب نفسه لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى إلا بعد ان يكمل دروس المرحلة ويفهم المطالب التي فيها بحيث يصبح قادرا على تدريسها، الحمد لله في زياراتي الأخيرة إلى النجف الأشرف التقيت بسماحة السيد السيستاني وسماحة الشيخ بشير النجفي وباقي المراجع فالحوزة العلمية شامخة وتبقى مصدر إشعاع فكري وعلمي بفضل باب مدينة العلم (عليه السلام) وهذه النخبة الطيبة من العلماء.
 
أبرز مؤلفات سماحة الشيخ مصطفى العاملي؟
شرح منهاج الصالحين، موسوعة فقه الصادق، وزبده الأصول للسيد محمد صادق الروحاني في 6 مجلدات وصدر لي حديثا كتاب (رحلة في عالم الصلاة) وهو كتاب بنمط مختلف عن باقي الكتابات المنتشرة واعتقد انه يستفيد منه كل فرد مهما كانت خلفيته الثقافية والعلمية فهو مجمع الطبقات وهناك سلسلة استفتاءات لسماحة آية الله السيد الروحاني وقد رتبتها بصورة مبرمجة ومحددة بحيث يشتمل الكتاب الف استفتاء، وهناك ايضا كتاب في رحاب دعاء الندبة اضافة إلى كتاب (انصار فصل في حياة الأمة) وهذا الكتاب تاريخي توثيقي وتحليلي عن الأحداث التي جرت على ارض لبنان وقد كنت حينها معتقلاً في الأرض المحتلة حيث قضيت أكثر من سنة هناك وشاهدت الكثير من الأحداث.
هل لديكم نشاطات ثقافية واجتماعية؟
برأيي ان التعلم يجب ان يصب في مصلحة المجتمع والفرد من اجل تقويمه وارشاده إلى الطريق المستقيم ومن هذا المنطق قمنا بتأسيس مراكز ثقافية وعلمية واجتماعية في لبنان وغيرها من اجل ترسيخ هذه العقائد وخاصة في جنوب لبنان الذي عاش الكثير من الإهمال والتهميش ولكن رجاله وبحمد الله بدأو بحركة التغيير والإصلاح وكان على رأسهم الراحل السيد موسى الصدر.
 
ما هي ذكرياتكم عن سماحة السيد موسى الصدر؟
يعتبر السيد موسى الصدر رائد الحركة الإصلاحية النهضوية في لبنان خاصة لمحبي أهل البيت وللشعب اللبناني بصورة عامة وللسيد موسى الصدر السهم الأكبر في النقلة النوعية التي حصلت في لبنان في العصر الحديث فجبل عامل لهم الموقع والمكانة الكبيرة والقديمة في النفوس وقد تعرضوا لسلسلة من الاعتداءات المتتالية والتهميش حتى وصلوا إلى حالة شديدة من الفقر والجوع والأمية والإهمال وعند تأسيس دولة لبنان الكبير سنة  1943 كان المطلوب من الشيعة في لبنان ان يكونوا خدما لأصحاب الكراسي والنفوس وباقي الأديان والطوائف الأخرى فكانت حركة السيد موسى الصدر قد ساهمت في تغيير هذا الواقع المرير من خلال التركيز على الحصول على كافة الحقوق والاستحقاقات والخدمات لأهل الجنوب ورفع الحيف عن كل محروم وعن كاهل الشعب الذي عانى الظلم والاضطهاد والتركيز على حرية الرأي والعقيدة والحقيقة فقال إن كل ما وصل اليه الشيعة في لبنان من ايجابيات هو من ثمرات هذا السيد الجليل وكان السيد موسى الصدر يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع من مسيح وسنة وباقي الطوائف والاتجاهات فقد كان رجلا عاقلا كيسا صبورا حكيما وكان يزور الكنائس ويتحاور مع الجميع فقد زار في احد المرات احد الكنائس وألقى فيها خطابا في غاية الحكمة وقد نشرت الصحف صوره وهو يخطب في الكنيسة ومن فوقه علامة الصليب وصار هذا حديث الناس في تلك الفترة وقد كنت فيها في النجف الأشرف وأتذكر ان الطلبة اللبنانيين كانوا يتحدثون بعد صلاة الجماعة في الصحن الشريف بهذه الحادثة بين مؤيد ومعارض.
 
برأيكم غياب السيد موسى الصدر هل أثر على الحركة الإسلامية في لبنان؟
إن فقدان مثل هذه الشخصية والعقلية الفذة لا بد أن يحدث فراغا واضحا ولكن الذي حصل في لبنان ان اختفاء السيد قد جعل حالة من اليقظة في ضمير الشعب اللبناني حتى عند مخالفيه من الاتجاهات الأخرى، فأخذ الشعب اللبناني يطالب بملابسات اختفاؤه لأنه زعيم وطني فاصطف الجميع مطالبا به (وقد صرح سماحة الشيخ امورا حول ملابسه اختفاؤه لا مجال لذكرها في هذه المجلة المباركة لأنها تدخل ضمن الأمور السياسية والتي هي بعيدة عن نهج مجلة الولاية).
 
بماذا تشعرون وأنتم في هذا المكان المقدس؟
إن هذا المكان له موقع خاص في نفسي لما تحمله هذه المدينة المقدسة النجف الأشرف من مكانة علمية روحانية وعبق أريجها من صاحب المرقد الشريف الذي يزيد  المدينة ألقاً وقدسية