آثار أهل البيت (عليهم السلام) في عين التمر

ناحية عين التمر من النواحي التابعة لمحافظة كربلاء وتسمى (شثاثا) وفيها من آثار أهل البيت (عليهم السلام) غير القطارة وهي مشهد (القدم) في منطقة عين التمر والتي تسمى بـ: (دوسة علي) أو (دفرة علي) وهي تقع في منتصف مركز الناحية وهي حجرة مستطيلة مسقفه بالجذوع في أرضها صخرة مثلثة الشكل تقريباً لونها ضارب إلى السواد وفيها انخفاض به أثر حافر الفرس، وبقربها حفرة مدورة في أرض الحجرة يبلغ قطرها (7) سنتمترات، يدعي الموكل بهذا المكان بأن هذه آثار تشير إلى وقفة وقفها الإمام علي (عليه السلام) في هذا المكان، فالانخفاض الذي في الصخرة هو أثر حافر فرسه والحفرة المدورة محل ارتكاز رمحه في الأرض.

وكذلك من الآثار مقام الإمام الحسين (عليه السلام) : وهو حجرة صغيرة مشيدة على طراز القباب العربية القديمة في الطرف الشرقي من الناحية، جدرانها مزينة بالمرايا والآيات القرآنية المخطوطة والملطخة بالحناء، وعلى بابها لوحة كتبت عليها (مقام الحسين بن علي عليه السلام) يعتقد أهالي الناحية بأن الإمام الحسين ابن علي (عليه السلام) وصل إلى تلك البقعة فقام فيها وصلى.

وحوض علي (عليه السلام): يقع في الجهة الشمالية شثاثا حجرة صغيرة يرى الداخل من بابها الخشبي الصغير في قاعها حوض مملوء بالماء على شكل مستطيل طوله 1.25 متر وعرضه 75 متر وعلى جدران الحجرة المظلمة آيات قرآنية مخطوطة ومرايا، ويعتقد السكان أن الإمام علي (عليه السلام) وصل إلى تلك المنطقة وتوضأ من ماء هذا الحوض وتروى عن هذا الحوض وقدسيته قصص وحكايات كثيرة.

ومن معتقدات سكان عين التمر أن كل من تريد حفظ طفلها المولود حديثاً من أي مكروه تذهب به إلى حوض علي في يوم الجمعة من كل اسبوع ولمدة سبعة جمع متتالية، وهناك أيضاً في عين التمر مقام لبنات الحسن (عليه السلام).

ومنها: توثة علي (عليه السلام): شجرة توث يسمونها (توثة علي) وشجرة أخرى يسمونها (سدرة علي) يحتمل بعض الكتاب أن هذه الأشجار هي من موقوفات أصحابها علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي سبيله وليس بالضرورة أنها من عصر الإمام (عليه السلام) ، ويبلغ قطر هذه الشجرة قرابة المترين ونصف المتر، ويبدو جذعها وكأنه مفروشاً ويلاحظ الناظر أعلاماً صغيرة بيض، وخيوطاً، وخصلاً من الشعر معلقة في أغصانها اليابسة، كما أن الأجزاء المهشمة من الساق مكدسة عليها دون أن يجرأ أحد من السكان على استعمالها لأي غرض كان، لقدسيتها عندهم، وتقع هذه الشجرة في بستان الحاج كاظم مهدي.

إن هذه الآثار لم تتوفر لدى الباحث عنها نصوص تاريخية معتبرة غير النقل الشفاهي، نعم ذكر ابن شهرآشوب من معاجز أمير المؤمنين (عليه السلام) وآثاره قال: من خوارق العادة ما كان من ضرب يده في الاسطوانة حتّى دخل إبهامه في الحجر، وهو باق في الكوفة، وكذلك مشهد الكف في تكريت والموصل، (وفي) قطيعة الدقيقة وغير ذلك. ومنه أثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)،  وأثر رمحه في جبل من جبال بادية، وفي صخرة عند قلعة جعبر(1) فلا يبعد صحة ثبوت هذه الآثار والله العالم.

 


(1) مناقب آل أبي طالب: 2/ 289، وعنه البحار: 41/ 276 ذح2.