مجلة درة النجف (1907) صاحب الامتياز حسن الاصفهاني ؛ رئيس تحريرها محمد المحلاتي (1 مجلد)

مجلة درة النجف (1907) صاحب الامتياز حسن الاصفهاني ؛ رئيس تحريرها محمد المحلاتي (1 مجلد)

مكتبة الروضة الحيدرية 

سلسلة صحافة النجف الاشرف : 11

صاحب الامتياز حسين الاصفهاني 

رئيس تحريرها  محمد المحلاتي 

تاريخ الصدور (1907) بواقع (8 اعداد)

تم اعادة تأهيلها وطباعتها بحلتها الجديدة بواقع (1 مجلد) 

 

مقدمة مكتبة الروضة الحيدرية 

لعبت الصحافة في بداية النهضة الفكرية في البلدان الإسلامية دوراً مهمّاً في بثّ الوعي ونشر الثقافة، ولم تكن مدينة النجف الأشرف ـ السبّاقة في ميادين العلم والمعرفة ـ بمعزل عن هذا المولود الجديد، حيث ظهرت فيها عشرات الصحف والمجلات الثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية، وكانت سمتها الغالبة مواكبة الأحداث العالمية أدباً وسياسةً وثقافةً، فصحافة النجف الأشرف كانت مرآة صافية للنشاط الفكري والثقافي والاجتماعي الذي دار في مختلف أنديتها آنذاك.

وقد بلورت الهموم والآمال التي كان يحملها علماء وأدباء وساسة النجف تجاه الأمة الإسلامية، وتجاه مشاكلها المختلفة: من حلّ شبهة عقائدية، أو إعطاء رؤية سياسية، أو إبداء عواطف جيّاشة نصرة للمسلمين، أو إبداع آراء فكرية، وغيرها من الأمور التي تدلّ على ريادة النجف الأشرف في مختلف الميادين.

ومن أراد الاطلاع على دور النجف الأشرف في النهضة الفكرية الإسلامية المعاصرة لا يتمكن من الإلمام بذلك إلّا عبر الاستعانة بتلك الصحف والمجلات المنشورة آنذاك، وتصفّح أوراقها لاقتطاف ثمارها، سيما ونحن على أبواب عام 2012م حيث تكون النجف العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي، ممّا يدعونا إلى الاهتمام بتراث علمائنا وأدبائنا وإحيائه من جديد.

ومن هذا المنطلق، وإحياءً لهذا التراث القيّم الزاخر بالمعلومات المهمّة الكثيرة، وحفاظاً عليه من الضياع ـ إذ أصبح الكثير منها مفقوداً، وقلّما تجد مكتبة في النجف وغيرها تحتوي على كافة الأعداد المنشورة ـ قمنا في مكتبة الروضة الحيدرية بمشروع أرشفة هذه المجلات والصحف الكترونياً، ثم إعادة طباعتها ونشرها من جديد تحت عنوان (سلسلة صحافة النجف الأشرف).

وهذا لا يعني التزامنا واعتقادنا بصحة كل ما ورد فيها، إذ انّ الأبحاث الموجودة فيها تعبّر عن رأي أصحابها وربما تكون لنا ملاحظات على بعض منها نتركها لمجال آخر، وعملنا هنا مجرد أرشفة هذه الصحف وحفظها من التلف والضياع إذ أنها أصبحت جزءاً من تاريخنا وهويتنا الثقافية مع قطع النظر عن الصحة والسقم.

أما الآن نقدم لكم العدد الحادي عشر من«سلسلة صحافة النجف الأشرف» وهي مجلة«درة النجف» لصاحبها وناشرها الحاج حسين الاصفهاني، وبتحرير آغا محمد المحلاتي، وهي مجلة شهرية دينية أدبية تعنى بالثقافة العامة صدر عددها الاول عام 1328هجرية، واختتمت بعددها السابع والثامن المزدوج من نفس السنة، وهي ثاني مجلة صدرت في النجف الأشرف، وكانت باللغة الفارسية، وعلى ما ذكر المرحوم عبد الرحيم محمد علي في تاريخ الصحافة النجفية انّ الشيخ عبد الحسين الرشتي من تلامذة الآخوند الخراساني كان من المشتركين في فكرة تأسيسها.

 

أهمية مجلة« درّة النجف»:

كان للحوزة العلمية في النجف الأشرف، التأثير البارز على الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية في المنطقة في الفترة المعاصرة التي ربما تعدّ فترة النهوض والتنوير الاسلامي، حيث كانت الحوزة العلمية في خضم المعترك السياسي والاجتماعي، سيما فترة الثورة الدستورية أو المشروطة.

ظهرت مجلة«درة النجف» في هذه الأجواء وفي أواخر الثورة الدستورية، وكان لها الأثر البارز في توعية الناس وايصال آراء المرجعية الى الناس، وربما يعود السبب في فكرة تأسيسها  إلى انّ المرجعية الدينية والسياسية المتمثلة بالآخوند الخراساني آنذاك، أحسّت ـ بعد الاحباط الذي حصل عند الناس من نتائج الثورة الدستورية واستغلالها من قبل العلمانيين، وكثرة الخلافات التي حصلت جرّاء بث الدعايات الكاذبة على لسان المرجعية ـ باصدار مجلة من النجف تخاطب الناس من عين صافية ولها شبه ارتباط بالمرجعية.

فصدرت هذه المجلة وتلتها جريدة«نجف» الفارسية أيضاً، حيث عكستا آراء المرجعية آنذاك، وقامتا بمعالجة المشاكل الفكرية وردّ شبه العلمانيين وتوعية الناس.

وتعميماً للفائدة نتصفح أعداد مجلة «درة النجف» لنقف على محتاواها  وأهم المحاور التي ذكرتها.

 

العدد الأول 20 ربيع الأول:

1ـ الاشارة  إلى انّ منهجية هذه المجلة نفس منهجية مجلة«الغري» الفارسية، التي منعت عن الصدور بعد عددها الأول باتهام مخالفة قانون المطبوعات آنذاك، فجاءت«درة النجف» لتحلّ محلّها وباسم آخر. وعليه استمرّ العدد الأول منها بالبحث عن«التدين والتمدن» الذي تم نشره في مجلة «الغري» فجاء هذا العدد لتكميل ذلك البحث.

2 ـ ترجمة مقاطع من كتاب«تاريخ التمدن الاسلامي» لجرجي زيدان.

3 ـ نص كتاب «إرشاد العباد  إلى عمارة البلاد» بقلم الشيخ محمد اسماعيل المحلاتي في الدعوة  إلى المشروطة والنهضة الاسلامية.

ويذكر المؤلف فيه انّ عقلاء القوم لما رأوا ضعف ايران وانكسارها، واهتمام الملوك بنهب ثروات الدولة والافساد في الأرض ممّا سيؤدي  إلى أن تصل  ايران إلى ما وصلت  إليه الأندلس وتونس والجزائر والهند من سيطرة الأجانب عليها، لذا توصّلوا  إلى انّ أصل العلة وعمدة السبب في هذا الوضع المتردّي انّما هو استيلاء الملوك المتجبرين الفاسدين عليها، لذا سعوا في التخلّص من هذا الداء للوصول  إلى حقوقهم والتحرّر من رقّ الاستبداد. وليعلم انّ الطريق الوحيد للوصول  إلى هذا ـ كما هو الحال في سائر الدول ـ انّما هو المشروطة التي هي الحفاظ على حقوق الناس من قبل شورى امناء الناس، ففي مشروطية الدولة الاسلامية وحكومتها الشوروية، عزّ الاسلام وقوة المسلمين وعمران بلادهم، كما انّ الاستبداد فيها هو الملاك في ذلّ الإسلام، وضعف المسلمين، ومحو آثارهم، وخراب ديارهم.

3 ـ تقسيم الإصلاح  إلى: الإصلاح السياسي، والإصلاح العلمي، والإصلاح الأدبي[أي إصلاح آداب وأخلاق وتقاليد الناس] والإشارة  إلى انّ الإصلاح الأدبي أهمّ من الباقي، وبيان السبب في ذلك. وذكر أسباب انحطاط العالم الإسلامي وتقدم الغرب عليه.

 

العدد الثاني 20 ربيع الثاني:

1 ـ ذكر احتياج الانسان  إلى القانون في حياته الفردية والاجتماعية، وذكر الفرق بين الانسان والحيوان مع اشتراكهما في قوتي الشهوة والغضب، وانّ فطرة الإنسان مجبولة على الجانب الحيواني الذي هو منشأ الشرور والآفات، والجانب الروحاني الذي ينشأ منه الخيرات والمبرات، وهذا الجانب هو الذي يقوّم إنسانية الإنسان.

2 ـ اجراء حوار مع الحاج عمر الياباني الذي أسلم حديثاً، وذكر أوضاع المسلمين في اليابان، وأسباب تأسيس الجمعية الإسلامية.

3 ـ البحث عن أسباب عدم تقدم إيران رغم استيرادها العلوم من الغرب من فترة ناصر الدين شاه.

 

 

العدد الثالث 20جمادى الأول:

1 ـ ترجمة كتاب «الإسلام والمدينة» بقلم الشيخ آغا بزرك الطهراني.

2 ـ الإشارة  إلى التاريخ السياسي لعلماء الشيعة.

3 ـ الإشارة  إلى انّ الاستبداد هو العامل في عدم تحقق المجتمع الديني.

4 ـ الإشارة  إلى الخلاف الطائفي في الحكم الصفوي.

5 ـ دراسة عن انجيل برنابا.

6 ـ ظهور المدارس الجديدة وآثارها.

 

العدد الرابع والخامس غرة رجب:

1 ـ الرد على ما ورد في بعض المجلات من تفسير«العلق» و«الطير الأبابيل» بالبكتريات والأمراض.

2 ـ مناقشة التأويلات الفاسدة عن آيات القرآن عموماً ونقد التفسير بالرأي.

3 ـ الاختلاف الطائفي في بخارا والإشارة إلى لزوم الوحدة بين المسلمين.

4 ـ مناقشة ما ورد في بعض جرائد طهران من إنكار حكم القصاص.

5 ـ التكلم عن الفلسفة السياسية والإشارة  إلى معاني الديمقراطية والارستقراطية.

6 ـ سبب ظهور الاشتراكية، والفرق بين الاشتراكيين في فرنسا والمانيا.

7 ـ بحث حول الحلف بالله تعالى.

8 ـ تأسيس مدرسة ابتدائية من قبل الحوزة العلمية.

9 ـ افتتاح مكاتب على المذهب الجعفري في المدينة المنورة والشام.

 

العدد السادس أول شعبان:

1 ـ إظهار التألم للغزو الروسي على إيران والعتب على سكوت الشعب الإيراني وعدم النهوض أمامهم.

2 ـ الدعوة  إلى ترجمة كتب الغرب للتعرف عليها ونقضها، وإظهار تفوّق الحضارة الإسلامية.

4 ـ مناقشة منكري القصاص.

 

العدد السابع والثامن 10 ذو القعدة:

1 ـ دراسة عن الطبيعة والصناعة.

2 ـ الإشارة انّ الأساس في ترقي الدول وتقدمها إنما هو الاهتمام بالدين والعمل به.

3 ـ الانتقاد من الصحف والمجلات لعدم القيام بوظائفها في توعية الناس، وبث الشبهات حول الدين.

4 ـ مناقشة«اللورد كردومر» في كتابه «بالمصر الحديثة» وإتهام الإسلام بانه يمنع الترقي.

5 ـ بيان فوائد الحجاب وفلسفته.

6 ـ الدعوة  إلى إعادة  النظر في طريقة تأليف الرسائل العملية.

7 ـ الإشارة  إلى البابية، وانّ كتاب«الهدية المهدوية» يناقش عقائدهم ويردّها، وكذلك الإشارة  إلى بعض الكتب النافعة في مجال الدفاع عن الإسلام، ودعوة الناس  إلى اقتناء هذه الكتب ومطالعتها.

8 ـ الإشارة بمشروع رشيد رضا في تأسيس مدرسة في تركيا ليتخرج منها الدعاة  إلى الإسلام، واستعداد مجلة «درة النجف» لطبع نظامها الداخلي، واقتراح التزاور والتبادل الثقافي بين علماء الفريقين.

 

* * *

 

هذه أهم المحاور التي عالجتها مجلة«درة النجف» في حياتها القصيرة، وكانت بحق داعية  الإصلاح والنهوض أمام التخلّف والجهل الذي ساد عقول الناس، وكذلك كانت سداً منيعاً أمام شبهات العلمانين والمتنورين الجدد.

شكر وتقدير:

انّ من المستحيل أن تنجز الأعمال والمشاريع الكبيرة بجهود فردية، بل لابد من التعاون والتكاتف لإنجازها، ونحن بدورنا نشكر ونقدّر جميع الجهود التي بذلت لإنجاز هذا المشروع، وهم كل من:

1 ـ الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة، والسادة أعضاء مجلس الإدارة.

2 ـ المكتبات الخاصة والعامة، سيما مكتبة الاستانة الرضوية.

3 ـ الكادر العامل في المكتبة حيث قاموا بعملية التصوير والتنضيف والإعداد الكامل لها وهم كل من السادة: نصير شكر، علي لفته كريم، السيد هاشم بحر.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله وآله الأطيبين الطاهرين.