قصيدة الشيخ محمد حسن سميسم

{ العلامة الأديب الشيخ عبد الغني العاملي مخمساً قصيدة الشيخ محمد حسن سميسم }

سليم هوى صنو الرسول سليمها

غداً من لظىً يشوي الوجوه حميمها

أقول ونفسي بالولا طاب خيمها

«عليٌ به الفردوس طاب نعيمُها»

«وفي بغضِهِ النيران شب جحيمُها»

***

فَأَشعرْ هواه القلب وانشر لوا الولا

وعند حديث الفضل أسنده مرسلا

فلا عجب أن تنجو في حبه الملا

«فلولاه ما كانت لنا جنّةٌ ولا»

«لأعدائنا نار يشبُّ حميمُها»

***

إذا قيل من عَقْد المقادير ناظمُ

لقلت عليّ وهو بالحق قاسم

حكيم وبالدارين بالقسط حاكم

«وإنْ قيل للفردوسِ من هو قاسمُ»

«عليُّ الهدى في الحق قلت قسيمها»

***

هو المنتهى للخلق إذ كان مبتدا

له مسندُ الايمان والأمن مسندا

فقل للذي في حب حيدر فنّدا

«ولايتُهُ أُمّ الكتاب لذا غدا»

«لها تالياً حيث الكتاب فطيمها»

***

فطوبى لمن قد عاش وهو خصيصها

له تُمتطى وهو الرقي قَلُوصها

بفرقان وحيٍ فيه جاء نصوصها

«وما المحوُ والإثباتُ لولا خصوصُها»

«بمحوٍ واثباتِ ولولا عمومُها»

***

نسائمها تحيا بها كل نسمةٍ

وفي نورها عنّا انجلت كل ظلمةٍ

فقل إذ بها تُحبا بنعمىً ونعمةٍ

«هي الروح للأرواح بل ريحُ رحمة»

«ولو لم تكن هبت علينا عقيمها»

***

فنعمتها يحبى الاله ونعمها

لمن لا يرى إلّا قضاها وحكمها

فمُذْ خصني فيها وأُعطيت علمها

«رأى قلم التوحيدِ مذ شاء رسمَها»

«فؤادي لوحاً حيث فيه رسمُوها»

***

تنشق قلبي رَوحُها مذ تنسّما

فكان بريحان الجنان منعما

مذ ارتسمت فيه لها كان مرسما

«لأنّ فؤادي أفقها وهي السما»

«عليه وحَبَّات القلوب نجومها»

***

فإِعلامها ما زلت لله ناشراً

كأملاكه إذ همت فيه تفاخراً

هي الفخر أما رحتَ يوما مفاخراً

«أُلامُ إذا ما همتُ فيها مفاخراً»

«سوايَ وأملاك السموات هيمها»

***

بها أَخذ الرحمن عهداً مؤكداً

على الخلق منذ أنشا العوالم موجداً

ومُذ ألزم الباري بها الرُسلَ مشهداً

«لقد كان حكم الانبياء مقيّداً»

«بأحكامها حيث الوصيّ حكيمها»

***

فلولا سنا أنوارها الكون أظلما

ولو انها قد عمت الكون انعما

فقل معلناً للحق فيها ومعلما

«بها رفع الله السموات مثل ما»

«دحى الأرضَ فيها فاستقامأديمها»

***

فطوبي لمن فيها يؤب لربه

ليدخله يوم المعاد بحزبه

ففي صحفه نصٌ أتانا وكتبه

«عليٌّ هو الباب الذي مبتلىً به»

«وحِطّةُ مَن فوق الثرى ورحيمها»

***

لقد جبلت في كوثر الحب طينتي

به قد زكى خلقي وطابت أرومتي

فلا تعجبوا إني وُلدت ونشوتي

«شربْن عظامي حبَّه قبل نشأتي»

«ليحيا بها يومَ المعادِ رميمُها»

***

إليه الورى يوم القيامة أولُها

وفيه ترى أمناً إذا راع هولها

صفات عليِّ حيّر اللب طَوْلها

«أرومُ معانيه وهيهاتُ نيلها»

«وأعلم قد عزّت على من يرومها»

***

معانيه جلّت أن تُنال بفكرتي

ودقت عن الافهام لما تجلّتِ

أكررها بالفكر لا عن تعنّتٍ

«ولكنّ في تكريرها في بصيرتي»

«أنالُ الشِّفا فيها لأنّي سقيمُها»

***

وذات إمام الخلق من ذا يحدُّها

سوى مظهرٌ أسرارها إذ يمدّها

وإذ لم تزل نفسي ولاءً تودها

«يقولون لي صِفْ ذاته إن تودّها»

«ولن يصفَ الحسناءَ إلّا نديمها»

***

أليس جَوَىً منها بقلبك زفرة

ومن هام في شيءٍ له فيه خبرة

ومن نورها الزاهي بوجهك نُضْرَة

«فقلت أللحرباء في الشمس نَظْرة»

«سوى أنها ترنو لها وتشيمُها»

***

وماذا بصنو المصطفى وقرينه

أقول وقاضي دينه وديونه

ولو أنّني أبرزت دُرّ ثمينه

«وإن قيل لي كنّ ببعض شؤنِهِ»

«أَجَبْتهُمُ سَمْعاً فأَنّي عليمُها»

***

علينا بحب المرتضى قد تعاقبتْ

ملائكة الباري وفيه تقرّبت

اتعجب أن فيه النفوس تهذبت

«به نسمات المرسلين تطيبتْ»

«وفيه جنان الخلدِ طاب نسيمها»

***

مواليه بشاركم بخالص حبكم

لمن هو في الدارين كاشف كربكم

ومن إن هتفتم في ولاه يلبّكم

«هو السائلُ الدّاعي ألستُ بربكم»

«عن الله للأرواح وهو خصيمُها»

***

إمام مغيث للبرية غائث

إذا من دواهي الأرض قد هال حادث

مميت ومحي للبرايا وباعث

«خليفة كل المرسلين ووارث»

«ولكنه في الكائناتِ قديمها»

***

به للمولى خير وُدٍّ ومصدر

غداً وأمناً من نكيرٍ ومنكرِ

هو القائد الهادي لنا يوم عَثْير

«فلا يذهبون التيه شيعةُ حيدرٍ»

«كأمةِ موسى مذ دعاها كليمها»

***

ففي طبه المأثور تبرى سقامها

وفي كأسه الاوفى يُرَوّى أُوامها

ينال به في النشأتين مرامها

«ففي النشأة الأولى عليٌّ إمامها»

«وفي النشأة الأخرى عليّ زعيمها»

***

فما ضل من صنو الهدى كان قدوةً

له، إذبه تمحى دياجيه خلوةً

عجبتُ لمن هاموا بعَلياه صبوةً

«أيخشون في يوم القيامة كبوةً»

«وحيدرةٌ عند العثار مقيمها»

***

وتخشى قلوبٌ عن جَوىً تصطلي لظىً

به من لظى نارِ تشبّ تغيّظاً

أما والولا حلِفاً وكان مغلّضاً

«بيمناه ينجو من يواليه من لظىً»

«كما أنّ في يسراه يُلْوَى شكيمها»

***

فلولاه باب الخير والفوز أُرتجا

ولولاه ناجٍ لا وعلياه ما نجا

هو المُلتجا للخلق إذْ كان مرتجى

«له كعبة طافت عليها بنو الرّجا»

«وطاف عليهمْ بانعطافٍ حريمها»

***

فعفّرْ جبيناً منك في طيب تربها

فقد طاب للأملاك نَشرُ مهبّها

فليس لها المحجوج بالفضل مُشبها

«وجوباً على كل الموالين من بها»

«تحجّ له بعد الممات جسومُهُا»

***

بهذا الحمى بِآهى ثراها سمائه

وودّ ضراح الشهب يغدو ثوائه

وحيث الوِلا للحج يبدي ندائه

«تطوف به سبعاً تلبّي ولائه»

«قلوبٌ بكفّيه تربّى صميمُها»

***

ويرمى جمار الحب فيه هيامها

ويبدر من قبل السلام إستلامها

وإحرامها ما كان إلا إحترامها

«يقصّر من عظم الخطايا عظامها»

«خُطاها لكي ينحطّ عنها عظيمُها»

***

إليه انتهت لما رأت فيه بدئها

بكعبة أمن لم يرى البيت كفئها

فيا طالباً بالبرء دونك برئها

«لو أنّ ابن عمرانٍ تفيّأ فيئَها»

«لما أوجسته خيفة السحرِ أَيمها»

***

فإنّ الورى في فيئها طاب عيشها

وإن الدواهي لا ترى فيه رقشها

أقول واسرار المهيمن فرشها

«كأن السما في ضمنها وهي عرشُها»

«ولكنْ بها كرسيّهُ وعليمُها»

***

رفيعة أوجٍ ليس يرقى لطرْقها

بفكر وإن الخير من فيض وَدْقها

كأن ذرى الآفاق وامض برقها

«وإنّ الثريا قد تجلّت بأفقِها»

«وطافت على عشر العقول نجومُهُا»

***

سهول الفيافي قد زهتْ ووعورها

بأنوارها لما تجلى سفورها

كانّ الحمى طور المناجات طورُها

«وإنّ الثرى وادي طُوىً حيث نُورُها»

«أحاطَ بها والناس كلٌّ كليمها»