من وحي الغدير

{ الشيخ عبد الحميد الصغير }

هو الشعر حاول ان تكون مجددا

معانيه واحذر ان تكون مقلدا

***

فما الشعر الا من مذاب عواطف

اذا سبكت امسى لها الوزن موجدا

***

وما الشعر أوزان ينسقها الفتى

عواطل يكسوهن لفظاً مجرداً

***

اذا كنت رباً للقريض وشاعراً

مجيداً فحاول ان تكون مخلدا

***

ففي الشعر تخليد العواطف حية

فم الدهر لا ينفك فيها مرددا

***

كما خلد التاريخ من هاشم فتى

اقام له الدنيا علواً واقعدا

***

امام نهى القى البيان زمامه

إليه فامسى بالبيان مقلدا

***

فذا نهجه فاستقص آيات نهجه

تجد فيه مجداً للبلاغة خلدا

***

وقرآن آداب اذا ما تلوته

رأيت على آياته الدر نضدا

***

اذا تليت في محفل منه آية

يخر لها أهل الفصاحة سجدا

***

فكم خطبة جلَّت عن الوصف ضمنها

مواعظ ارشاد لمن طلب الهدى

***

وكم من كتاب في السياسة خالد

حري على امثاله ان يخلدا

***

ويكفيك برهانا له عهد مالك

فقد ضم قانونا قويما موطدا

***

ابان به معنى السياسة واضحا

وشاد لها صرحاً رصينا مشيدا

***

واظهر فيه العبقرية غضة

ورأى حكيم في الامور مسددا

***

امام وقد زان الامامة شخصه

وجلببها ثوباً قشيياً مجسدا

***

وقد جاء في شرع العدالة سالكاً

بإمته النهج السوي المعبدا

***

وشرع قانون المساواة في الورى

فثمة قد ساوى  قريباً وابعدا

***

فذاك عقيل وهو ادنى قرابة

إليه بنار منه قد احرق اليدا

***

وذلك لما ان اراد توفراً

على غيره اذ جاء يرجو التزودا

***

فآب ولكن كفه قد تحرقت

ضراماً ازاد القلب منها توقدا

***

رأى  ان دين الله شرع على الورى

لذلك ساوى الناس عبداً وسيدا

***

امام الورى يهنيك ذا العيد عائداً

فقد كان يوماً للبرية أسعدا

***

فذا اليوم في الايام مثلك في الورى

كما كنت فيهم أوحداً كان اوحدا

***

ففيه رسول الله صرح معلنا

بفضلك في الجمع الغفير واشهدا

***

وذلك لما ان اناخ ركابه

بيوم به امسى الحصى متوقدا

***

وقام خطيباً بينهم فوق منبر

بحفل بارباب النهى قد تحشدا

***

فقال اراد الله شخصاً لدينه

يقوم باعباء الخلافة مفردا

***

فلم ير اولى من علي لدينه

وصياً فخص المرتضى وبها ارتدى

***

فدونكم هذا الوصي به اقتدوا

اماما عليكم والسعيد من اقتدى

***

ومذ ابصروا فعل النبي وقوله

بشأن علي في الولاء مؤكدا

***

اتوه يزفون التهاني بمنصب

له الله امسى والنبي مشيدا

***

فقد كان يوماً بالمسرات حافلا

فاحبب به يوما واحببه مشهدا

***

فقد غمر الدنيا سروراً وبهجة

وألبسها ثوباً جميلاً موردا

***

وطافت على الدنيا البشائر فاغتدى

هزار الاماني بالتهاني مغردا

***

امام الورى خذها قصيدة شاعر

بحبك قد امسى يدين موحدا

***

لان طاب معناه ورق نظامها

فمن لطف معناك اكتست ذلك الردا