في رثاء أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

{ عبد الحسين الحويزي }

اجريت قلبي بالدموع مذابا

فانهل عارض مدمعي تسكابا

***

ما اومضت جذواة قلبي بارقا

الا وارسلت الدموع سحابا

***

لي وقفة في الجزع صيرت الجوى

طعما واسراب الجموع شرابا

***

ربيت دمعاً للسهاد فلم يزل

في ربع زينب يستهل ربابا

***

قد اوهنت جلدي الهموم ومفرقي

من قبل ريعان الشبيبة شابا

***

واقام بازيّ المشيب بلمتي

حتّى اطار من الشباب غرابا

***

راعته طارقة النوى وبليلها

الف الهيام وردد التنعابا

***

والنائبات ولعت من شغفي بها

حتّى حسبت شجونها اطرابا

***

مالت باعطافي هوى لما طفت

كاس المهالك بالنطاف حبابا

***

والبين قوّسني وكنت بهمتي

سهما اذا اعترض الخطوب اصابا

***

لو كان ينصت لي الزمان مسامعاً

لأسلت منه حيا الجبين عتابا

***

وسألته عما جري بيمينه

لو كان يملك للسؤال جوابا

***

يا دهر مالك لا ابالك في الورى

تدفي اللئام وتبعد الانجابا

***

فلأي شيء جدّ ريبك طارقا

خفض الرؤوس ورفع الاذنابا

***

وباي ذحل جاء يطلب حيدراً

حتّى كفاه الحقد منه طلابا

***

دهر باسهمه علي المرتضى

اضحى المصاب فجل فيه مصابا

***

شلت يمينك ياابن ملجم مذ نضت

سيفاً لسيف الله فل ذبابا

***

وعليه قد ركع الحسام مصلياً

فدهى الصلوة وافجع المحرابا

***

ياضربة للدين هدت جانباً

وله اماتت سنة وكتابا

***

فهوى صريعاً والبسيطة ارجفت

والبدر تحت دجى الغياهب غابا

***

ونعاه جبريل بلوعة ثاكل

لومست الصخر الأصم لذابا

***

اليوم عرش الدين ثل قوائما

وبه تداعى اعمداً وقبابا

***

والملة البيضاء ارخت بالاسى

سود الحنادس فوقها جلبابا

***

والعروة الوثقى به انفصمت وقد

هتك الضلال من الجلال حجابا

***

اوهى قوى الاسلام وقع ملمة

فقماء سدت للفضاء رحابا

***

جلت بآفاق السماء فنكست

هاماً لاعلام الهدى ورقابا

***

صبغت بياض النيرين بغبرة

نسجت على شمس النهار نقابا

***

وبها البحار النعم غيض مدها

لحجاً وسيرت الجبال سرابا

***

وترى القلوب بحر نيران الجوى

لبثت تنازع في الحشى احقابا

***

ياليث غابات العلى كيف الردى

ولجت حوادثه عليك الغابا

***

ما خلت والاقدار طوعك في الوغى

يمسي لشيبتك النجيع خضابا

***

والموت يخمد منك وهو بمرصد

ناراً لعزمك تستطير شهابا

***

علم قضى بشبا المهند نحبه

فبكا لمقلته الهدى تنحابا

***

اشقى الورى اردى اماماً باسمه

بارى السما عن ذنب آدم تابا

***

ما عابه قتل فمخزن علمه

ابداً لسر الله كان عيابا

***

ما لذ عيش للنفوس ولا الكرى

ليلا لانسان النواظر طابا

***

يا جامعاً شمل الهدى ومفرقاً

بالسيف يوم الخندق الاحزابا

***

جدلت عمرواً حين اقدم معلماً

متسربلا قطع الحديد ثيابا

***

واخفت ابطال اليهود بضربة

قدت لمرحب مغفراً واهابا

***

واقمت قاعدة الهدى بمواقف

فيها قلعت لحصن خيبر بابا

***

ولولا القضا لمحا حسامك للعدى

عن نسلها الارحام والاصلابا

***

وبيوم بدر قد برزت مشمراً

للحرب تغرس في الصدور حرابا

***

ونشرت للاسلام ارفع راية

بالفتح سماها النبي عقابا

***

وعلى الفراش مبيت شخصك للهدى

امسى لعزة نفسه وهابا

***

وجوادك الميمون يمسك قائما

جبريل منه شكيمة وركابا

***

صرف القضاء عليك دار ولم تزل

عزمات باسك للقضا اقطابا

***

كان الهدى متاهباً بمجنة

من حزمك اتقت السيوف ضرابا

***

درت البسالة يوم قتلك انها

فقدتك ليث عرينها الوثابا

***

والموت يوم لوتك منه انامل

اطرقت صل مغارة وقابا

***

شاهت قريش بعد قتلك اوجهاً

والعار لوث منهم الاحسابا

***

أيضيع هدراً للعدى دم سيد

لرواقه الاجل المحتم هابا

***

ان لم تثر للثار غالب لم يكن

تدعوا لحفاظ كميها الغلابا

***

بحر الندى والعلم غار وبعده

امل العفات من المكارم خابا

***

ما ناب صرف النائبات مبادراً

الا احد لكل صرف نابا

***

والدين بعد أبي تراب رغبة

بالموت ودَّ بان يكون ترابا

***

اردتك يا أسد العرين عصابة

نحو الهدى بغياً عوت اذيابا

***

رامت تطولك في الخليقة رفعة

كيف البغاث علاً تطول عقابا

***

لثمت لك الاملاك تربة بقعة

بذخت على اوج السما اعتابا