مولدُ أمير المؤمنين (عليه السلام)

{ كامل سليمان }

هوَيتُكَ يا أميرَ المؤمنينا

وصار هواك لي شرعاً ودِينا

***

وُلدَّت فكنت للإسلام فجراً

رخِيّاً، مشرقاً، بهر العيونا

***

فهل أنا بالغٌ في المدح شأواً

لمن زكَّاه ربُّ العالمينا؟!

***

إلهي: إن عصاني فيه قولي

فهب لي حين أمدحه مَعينا

***

بَراه الله معجزةً ليبقى

طِلسَماً في عقول العارفينا

***

ولغزاً ضلَّ فيه كلُّ فكر

ولو أقصاهُ كيدُ المبغضينا

***

فقد ربَّاه أحمدَ، واصْطفاه

لعَيبة علمِه باباً أمينا

***

وآخاه، وزوَّجه بتولاً

لها امتدَّتْ رقابُ الخاطبينا

***

فكان أبا بَنيه دون ريبٍ

ولو رفضتْ عقولُ الجاحدينا

***

وكان وصيَّه حقّاً ونَصّاً

وكان لِدينِه الدِّرع الحَصينا

***

أميرَ المؤمنين، وصِنْو طه

لباب نجاتِنا كنتَ السَّفينا

***

بَراك الله غيظَ الكافرينا

وشاءَك رحمةً للمؤمنينا

***

حَرِيّاً بالخلافة دون شَكٍّ

ولو رفضَ الأعادي (الأقربونا)

***

أجلْ، قد قال: بلّغهم وإنْ لم

تُبلِّغ لم تكنْ عندي أمينا

***

فصارحهم بها، بجميل قولٍ

وأعلن في ألوف السامعينا

***

وأوصاهم بحقِّك، لا يُحابي

قريباً، كي يغيظ الأبعدينا..

***

..ألم يخطب بيوم غدير «خُمٍّ»

وقد مدُّوا لرؤيته العيونا

***

ونادى قائلاً: هذا عليٌّ

وَليِّي، فاسمعوا لي طائعينا..

***

ألا مَن أبغضوا بعدي عليّاً

فليسوا بالرسالة مُوقنينا!

***

فكانت بيعةٌ لا جبرَ فيها

ولا إكراه، فيهم أجمعينا

***

وقد هرعوا لها مُستبشرينا

وعادوا – بعد ذلك - مغضبينا

***

ولكنْ، حجَّةٌ قد ألْزمتهم

ولو حَقدتْ صدورُ المُنكِرينا

***

فحقُّك ظاهرٌ كضياء صبحٍ

وينكره عليك المسلمونا؟!

***

ألا لله ما لاقيتَ منهم

وهم لمحمدٍ إذ يُنسبونا!

***

عدَوك فضيَّعوا خيراً كثيراً

وإذْ أقصوك ظلُّوا حائرينا

***

وأودى حقدُهم بهمُ، فزالوا

ودمتَ مخلَّداً في الخالدينا..

***

..إلى أن كان أمرٌ في المصلَّى

وبين يدي إله العالَمينا

***

فنِلت شهادةً من سيف أشقَى الــ

ــورى، أمسى بضَربتِه لَعِينا

***

وفي فمِ مكةٍ منها أنينٌ

يُجيبُ بكوفةٍ منها أنينا

***

.. وعُمرك– لو حسبنا – نصفُ قرنٍ

وقد شغل البرايا أجمعينا..