خُذ سَيّدي بيَدي

{ محمد حسين غيبي }

في رحاب الإمام علي (ع) – نُشرت في (ذكوات)، محلة اتحاد أدباء النجف

 

أقبَلتُ نَحوَكَ مَحمولاً على ضَرَمي

أجُرُّ خَلفيَ أعواماً منَ النَدَمِ

***

خَلفي المَتاهاتُ قد ألقى الضَياعُ بِها

مَجاهِلاً، فَغَدَتْ كَوناً من الظُلَمِ

***

خَلفي ذُنوبٌ يكادُ العُمْرُ يَحمِلُها

وَشْماً، تَلَوَّنَ من كَفّي ومن قَدَمي

***

نَعَم أنا مُذنِبٌ، كُلُّ الشُهودِ على

أمسي، يُقيمونَ في صَوتي ومِلءَ فَمي

***

ويَحمِلونَ عَناويناً لِكلِّ خُطىً

مَشَيتُها، يَسمَعونَ الهَمْسَ في كَلِمي

***

فَقدْ حَمَلتُ منَ الآثامِ أسْقَمَها

حتّى تَوَهَّمتُ أنَّ البُرءَ في السَقَمِ

***

وقَد ظَنَنتُ بأنَّ العُريَ يَستُرُهُ،

منَ الذُنوبِ، وشاحٌ غيرُ مُحتَشَمِ

***

وكُنتُ مُندَفِعاً فيها لِهاوِيَةٍ

ظَلماء، فاغِرَةٍ للصَمتِ والعَدَمِ

***

واليَومَ، أُمسِكُ أقدامي، وتَلتَفِتُ الـ

أحداقُ، في شَوقٍ إليكَ ظَمي

***

فأنتَ مُعجِزَةُ الخيرِ التي نَهَضَتْ

بِكُلِّ ما تَطْمَحُ الأزمانُ من هِمَمِ

***

وأنتَ أنتَ، وَليُّ اللهِ، حُجَّتُهُ

وأنتَ، للحَقِّ، حَدُّ الصارِمِ الخَذِمِ

***

خُذْ سَيّدي بيَدي، فالروحُ جاثِيَةٌ

أمامَ بابِكَ، لم تَهدأ ولَم تَنَمِ

***

وانظُرْ، بِعَطْفِكَ، روحاً تَستَغيثُ من

الأوزارِ، تَحمِلُ أثقالاً من النَدَمِ