تَرَاجيديةُ أمير المؤمنين (عليه السلام)

{ محمدحسين الصغير }

لماذا اخْتَلَفت النَّاسُ

وفي هَدْيِكَ نِبْراسُ

***

وأنْتَ القائدُ المُلْهَمُ

والمَفْزَعُ.. والرأسُ

***

فيا بُعْدَ مَسافاتِ الـ

أُلى بسواكَ قدْ قاسُوا

***

فأيْنَ الحَنْظَلُ المُرُّ؟

وأيْنَ الوردُ والآسُ؟

***

وأينَ الحَجرُ الصَّوَّانُ؟

والياقُوتُ والماسُ؟

***

ومِنْ أنْفاسِكَ الغَرَّا

ءِ.. للأمَّةِ أنفاسُ

***

ومِنْ أضْوائِكَ الزَّهْرا

ءِ.. للعالمِ أقْباسُ

***

ومِنْ أصْدَائِكَ العَصْما

ءِ.. للبَيْعَةِ قُدّاسُ

***

وقد قامَ رسُولُ اللـ

ـهِ فيها، وهْوَ حَسَّاسُ

***

حذارَ الرِّدْةِ الكُبرى

فإنَّ العِرْقَ دَسَّاسُ

***

وعَهْدُ النَّاسِ بالأصْنا

مِ فيهِ طَفَحَ الكاسُ

***

يُوَسْوسُ في صُدُورِ النّا

سِ.. والوسْواسُ خَنْاسُ

***

وأنْتَ النُّورُ في الطُّورِ

وفي كَفَّيْكَ مِقباسُ

***

فللبُقْعةِ تَرْنيمٌ

وللشاطيءِ أعْراسُ

***

تَسُوسُ الخَلْقَ بالحقِّ

فلا يَطْغَى.. كمن ساسُوا

***

وتُزْجي الرُّشْدَ والطُّهْرَ

فلا غَيٌّ وأدْناسُ

***

ويَعْلُو بهُدَى القُرآ

ن نَوْءٌ مِنْكَ رجَّاسُ

***

ولكنَّ الأنانييـ

ـنَ قد خانُوا.. وقد جاسُوا

***

هُمُ للبَغْيِ أنْصارٌ

وهُمْ للغَدْر سُوَّاسُ

***

فما للعَهْدِ والعَقْدِ

ضماناتٌ وأمْراسُ

***

ومَنْ يَنْكُثْ.. فالأوبا

شُ في دُنْياكَ أكْداسُ

***

أطاحُوا بالبهاليلِ

وهُمْ في الرَّوْعِ أنْكاسُ

***

أثارُوا الفِتْنَةَ الصَّما

ءَ.... والألْسُنُ إخْراسُ

***

فَعَمّ الكرُ والمَكْرُ

وغابَ العُرْفُ والباسُ

***

إمامَ الحقِّ (سُقْراطٌ)

لَهُ بهُداكَ إيناسُ

***

وفي قُرْبِكَ (رسْطاليس)

باقٍ مِنْهُ إحْساسُ

***

وللشَّيْخِ (ابنِ سينا) فيـ

ـكَ تَرْتيلٌ وإبْساسُ

***

فلاسِفة الملا للقا

كَ مِنْ أفراحِهِمْ ماسُوا

***

لقدْ أخْلَوْا لكَ الـ

ـساحةَ.. فالمَيْدانُ إبْلاسُ

***

ولمَّا اخْتَّصّك السَّيْفُ

كَبَتْ في الشَّوطِ أفْراسُ

***

ولاذُوا فيكَ أفْواجاً

فمَنْ لجراحِهمْ ياسُو

***

لقدْ لجأوا إلى حِصْنٍ

تُوَطِّدُ مِنْهُ آساسُ

***

أقيمَ على التُّقَى رُكْناً

مَنيعاً.. فهْوَ مِتْراسُ

***

ولَمْ تُضْرِبْ لَهُ في الدَّهْـ

ـرِ.. أخْماسٌ وأسْداسُ

***

ولا خامَرَهُ الشَّكُّ

ولا اسْتَشْرَى بهِ الياسُ

***

وقد نصبت لَهُ بالـ

ـنَّصْرِ في التاريخِ أقواسُ

***

فللغُمَّةِ كَشَّافٌ

وللشِّدَّةِ لَبَّاسُ

***

جُذُورٌ وفُيُوضاتٌ

لها في الخُلْدِ أغْرَاسُ

***

وأصْداءٌ مِنَ الماضي

بِها الحاضِرُ مَيَّاسُ

***

عَليٌّ أوَّلُ القَوْ

مِ إذْ الإيمانُ أدْراسُ

***

وصُنْوُ مُحمَّدٍ في السَّعْـ

ـيِ.. والأصْحابُ جُلَّاسُ

***

صَليبُ العُودِ في اللّـ

ـهِ إذْ السّيرة إسْلاسُ

***

بهِ قد كَمُلَ الدِّين

وشُدَّتْ مِنْهُ أضْراسُ

***

وفي (بدرٍ) لِواءُ الحَمْـ

ـدِ.. مَرْفُوعٌ بِهِ الراسُ

***

وفي (الخندقِ) ما أبْقَتْ

أحاديثٌ وأحْداسُ

***

وفي (خَيْبَر) كانَ الفَتْـ

ـحُ.. والقُوَّادُ أوْكاسُ

***

وفي كُلِّ الميادينِ

بهِ يفتقِرُ النَّاسُ

***

إلى أنْ قامَتِ الدو

لة.. والإيمانُ مِقباسُ

***

رَسُولُ اللهِ قائدُها

وأهْلُ البيتِ حُرَّاسُ

***

وأبْقى فيهمُ الثَّقْلَيْنِ

إنْ ضَمَّتْهُ أرْماسُ

***

وكانَ الإئتمارُ الـ

ـفَجُّ.. والتاريخُ نَخَّاسُ

***

زَوَوْا عَنْا أبا حَسَنٍ

فعمَّ الأُفْقَ أدْناسُ

*** 

وسَيْطَرَ مَنْطِقُ الإكْرَا

هِ.. إذْ تُخْنَقُ أنْفاسُ

***

فللتَّعْذيبِ أشْكالٌ

وللتَّنْكيلِ أجْناسُ

***

ولا تَعْجَبْ.. فإنَّ الحُحْـ

ـمَ والإرْهابَ أحْلاسُ

***

كما تَحكمنا (لنْدَن)

أوْ تَبْطشُ (تكْساسُ)