في يوم الغدير

{ الشيخ محمد علي اليعقوبي }

يا عيدُ مالَكَ في الأعياد أشباه

زها بك الكون أقصاه وأدناهُ

***

لله صبحك في لألاءِ طلعته

ما كان أبرمه حسناً وأبهاه

***

ما الفطر ما النحر ما النوروز منك لقد

فقتَ الجميع بنشرٍ فاح ريّاه

***

لقد شممنا شذا العرفان منك وكم

برق من اليمن والإيمان شمناه

***

يا يوم (خم) وفيك الغي قد سهرت

أجفانه والهدى قد قرَّ جفناه

***

بك العلى رنحت زهواً معاطفها

والحق مفترّة بشراً ثناياه

***

يا عيد قد لاح فيك السعد ملتمعاً

على سماء الهدى حتّى اجتليناه

***

تلتذُّ فيك بمدح المرتضى طرباً

من شيعة الحق أسماع وأفواه

***

من فلَّ احزابها في سيفه ودحا

أبوابها وأباد الشرك إلّاه

***

لو لم يكن خير أهل الأرض كلهم

ما اختاره المصطفى صنواً وآخاه

***

لو لم يكن بصفات الله متّصفاً

لما ادعى فيه قوم أنه الله

***

إمام حقٍّ به القالون قد هلكوا

يوم القيامة والغالون قد تاهوا

***

قد كان أغزرهم علماً وارجحهم

حلماً وأعدلهم حكماً في قضاياه

***

مناقب ليس تحصى في إمام هدىً

باري السما كل شيءٍ فيه أحصاه

***

إن راعنا الزمن القاسي نلوذ به

أو نابنا الدهر في خطبٍ دعوناه

***

عيد الغدير اجتنينا فيك روض منىً

ومنهل البشر صفواً قد وردناه

***

وللإمامة سرٌّ كان منكتماً

وفيك أظهره الباري وأبداه

***

ما للأُلى انكروا منك الذي عرفوا

وحرّفوا فيك ما الرحمن أوحاه

***

كأنهم لم يكونوا في الصحاح رووا

قول النبي: ألا من كنت مولاه

***

غداة قد أمر الله النبي ضحىً

أن لا يعرِّج عن خمٍّ بمسراه

***

فعاج لكن بوادٍ لا مقيل به

وليس فيه كلاً يرعى وأمواه

***

وكان سبعون ألفاً فيه قد شهدوا

فرض الولا ورسول الله أدّاه

***

في حيث ليس سوى كور الحدوج به

من منبر قد رقى المختار أعلاه

***

وقام يصدع في ذاك القبيل بما

عن الجليل به جبريل وافاه

***

هذا ابن عمِّي مولى كل مؤمنة

ومؤمن وإله العرش ولّاه

***

ما من نبي مضى قبلي من الرُسلِ الـ

ـماضين ناداه مولاه فلبّاه

***

إلّا أقام وصيّاً للهدى علماً

يسوس أُمته يرعى رعاياه

***

هذا علي أمير المؤمنين وما

سوى الجليل بهذا الإسم سمّاه

***

يا ربّ والِ الذي والى عليّ وكن

أنت المعادي لمن في الأرض عاداه

***

هذا منار الهدى لم يعشُ عنه سوى

من ضلَّ عنه الحجى والجهل أعماه

***

خَود الخلافة تأبى أن يكون لها

كفواً سوى الطهر يرضاها وترضاه

***

اليوم فيه أتم الله نعمته

عليكم فاشكروا يا قوم نعماه

***

للأمر أهَّله والدين أكمله

لا يسعد المرء إلا في مولاه

***

لا يسعد المرء إلا في ولايته

يفوز فيها بدنياه وأخراه

***

ألستُ أديت عهد الله بينكم

ويل لكل خؤونٍ ليس يرعاه

***

قالوا: أطعنا ولا والله ما صدقوا

إذ مِلء أحشائهم بغض وإكراه

***

نعم أجابته منهم ألسنٌ رضيت

بقوله وقلوبُ القوم تأباه

***

أوصاهم بعليٍ والكتابِ معاً

ومذ  قضى جحدوا بغياً وصاياه

***

فصيّروا النص مرفوضاً بعترته

وغادروا العهد منقوضاً بقرباه

***

مهلاً سيعلم يوم الحشر مَنْ نجحت

به المقاصد ممن خاب مسعاه

***

أن يُدعَ كل أناس في إمامهم

ويتبع المرء فيه مَنْ تولّاه

***

يا ليت شعري فيما الاعتذار غداً

إن قدَّم المرتضى لله شكواه

***

فاهنأ بذا العيد مسروراً أبا حسنٍ

فإنما العيد لفظٌ أنت معناه

***

قد خصّك الله دون العالمين به

في البشر فاهنأ بما قد خصّك الله