في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) بكنيته المحببة إليه أبو تراب

{ علي نور الدين العاملي }

أأبا تراب حرت في معناك

سبحان من فوق الورى علّاك

***

لم يسم فوقك من نبي مرسل

غير النبي محمد و(علاكا)

***

كنَّاك طه إذ رآك نظيره

بأبي تراب كي يغيظ عداكا

***

فأبا الورى أصبحت غير منازع

إذ لم يكن هذا الورى لولاكا

***

يا قائد الأجيال بعد محمد

حتى القيامة نقتفي لخطاكا

***

إذ علمك المأثور علم محمد

منه غذاك وبالكثير حباكا

***

عُلِّمت ألفا من علوم محمد

ونمت لديك فجلَّ من أعطاكا

***

أسست نهجاً للبلاغة خالداً

للسالكين على طريق هطاكا

***

بيَّنت فيه كل ما من شأنه

يهدي الأنام إلى وميض سناكا

***

ويدلهم أن الذي سواهم

سواك يهتدي بضياكا

***

فلئن هم أخذوا بهديك وفقوا

للصالحات وأصبحوا نساكا

***

قد شاء ربك أن تكون سفيره

في الأرض بعد محمد فرعاكا

***

وأبان فضلك للأنام وأنت في

سن الطفولة لا تحس بذاك

***

فولدت في البيت العتيق بأمره

وعلى مدارجه مشت قدماكا

***

وحماك في حضن النبي محمد

مما يشين العقل والإدراكا

***

فغذاك أحمد بالمعارف والتقى

وعلى مشارب خلقه رباكا

***

لم يدرك كنه سمو ذاتك عارف

في الرسل غير محمد فكناكا

***

ما آدم كلا ولا نوح ولا

موسى ولا عيسى درى معناكا

***

من قبل آدم كنت نوراً شامخاً

مع أحمد فأضأتما الأفلاكا

***

بكما الإله بدا الخلائق حيث لا

أرض تدور ولا سماء هناك

***

لو لم تكن مثل النبي محمد

في العلم والإبداع ما آخاكا

***

فالله أخبرنا بأنك نفسه

ووصيه فاهنأ بما أعطاكا

***

يا صنو طه في السمو وفي السنا

ووصيه الهادي أموت فداكا

***

قد شع فضلك واستضاء بنوره

أهل العقول وأبصروا بهداكا

***

من بحر علمك بلَّلوا أقلامهم

فتفجرت منها العلوم دراكا

***

لولاك لم يستذوقوا طعم الهدى

أبداً وعاشوا جهَّلا شكَّاكا

***

يا خير كل الناس بعد محمد

قد فاز بالتقدير من والاكا

***

يهنيه أنك في الحياة إمامه

وغداً تكون شفيعه فيراكا

***

وإذا تصعَّبت الأمور وأذهلت

عند الصراط تقوده يمناكا

***

وإذا أتاك وقد أضرَّ به الظما

يا سيدي وروَّيته بسقاكا

***

وإذا موازين القيامة أخفقت

في نجحه ثقلتها بولاكا

***

فيجوز أخطاء القيامة آمناً

نحو الجنان وما نجى لولاكا

***

يا صفوة الخلق الكريم وسره

إني أحب محب من يهواكا

***

أعطاك ربك ما تحب وتشتهي

وعلى جميع عباده ولَّاكا

***

فإلى الجنان تقود من أحببته

وإلى الجحيم تقود من عاداكا

***

أأبا تراب إن حبك مذهبي

فعسى المحب ينال بعض رضاكا

***

فعليك من ربي السلام معطراً

وعلى النبي وآله يغشاكا