شهيد الصلاة

{ حسين آل بحر العلوم }

القيت في احتفال البصرة الذي اقيم بمناسبة ذكرى وفاة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في 21 رمضان سنة 1374 هـ .

يا سيوف الاحرار في قبضة المجد، تهاوي – رغم الحفاظ – فلولا

***

والفي غمدك المخضب بالعار، تصوني فخارك المطلولا

***

واخرسي، لا صليل كالرعد ينصب بأذن الكمي لحنا جميلا

***

واحمدي لا بريق يجرح بالنور ظلام القتام فجرا  صقيلاِ

***

واخمدي لا بريق يجرح بالنور ظلام القتام فجرا صقيلا

***

واكهمي لا غرار كالقدر المحتوم، إن صال تنحني الهام ميلا

***

إن سيف ابن ملجم يرشح العار على صفحتيك جيلا فجيلا

---------

طأطي الهام يا عروبة حتى

ترفعي بالظبا جبينا ذليلا

***

وتعيدي بنجدة الثأر مجدا

لم يزل بادي الشحوب عليلا

                                            ***                   

وتشدي بعزمه الحق كفا

هجر السيف فارتمى مشلولا

***

واطرحي البيض يا سواعد قحطان، وسلي عنها العصي بديلا

***

فالعصار تعرف الحمية - خير

من حسام يكون وغدا دخيلا

--------

يا حسام ابن ملجم لم لم ترع

لا قرانك السيوف اصولا

***

شرف السيف ان يقارعه السيف فان فاز كان نصرا نبيلا

***

ليرى المجد – والقراع امتحان -

ايها كان ملحقا ام اصيلا

***

أمن النبل يا الصيق المواضي

غدرة الليل فجأة وذهولا

***

وعلي نشوان من خمرة النجوى مع الله حسبة ومثولا

***

كهربت حسه الصلاة فلا يألف إلا التكبير والتهليلا

***

ثم سرعان ما يخر وليد البيت في البيت ساجدا وجديلا

***

فاذا بالصلاة في المسجد المحزون ثكلى تنعى أبا وكفيلا

***

وتردت من بعده ليلة القدر ثياب الحداد عمرا طويلا

***

فاهتدينا لغامض السر: ان القدر والجرح توأمان قبيلا

***

واضافت لمجدها ليلة القدر بفضل الامام مجدا اثيلا

***

فاستطالت على الليالي بفخر ينضح الحمد بكرة واصيلا

-------

أية اشقى الورى أما يستحي سيفك أن يشهد الامام سليلا

***

والمواضي كانت متى شاهدته لم تبارح اغمادها تبجيلا

***

حيث كانت ترى بعينيه وقد العزم يذوي حديدها المصقولا

***

وعلى فيه من فحيح البطولات لظى يترك البصائر حولا

***

هكذا الحق يصلت العزم سيفا عبقريا وساعدا مفتولا

***

إيه اشقى الأنام، هلا تراجعت لدى هيبة الامام خجولا

***

كيف مدت منك اليمين وكانت تستقي من ندى الامام سيولا

***

أفهل جفت الصلات فجاءت تبتغي من صلاته التنويلا..؟

***

لا – وحاشا نداه – وهو غمام – أن يرى ساعة المحولا بخيلا

***

لكن النفس إن زكت تخصب الخير إلى الناس روضة وحقولا

***

ومتى ساء غرسها تنبت الشر – برغم الوجدان – مرعى وبيلا

------

لست أرثيك  - يافقيد البطولات – بحفل يلوك معنى ملولا

***

إنما يعقد الرثاء لميت يرشح الدمع ماتما وعويلا

***

لست ارثيك –يافقيد البطولات – بحفل يلوك معنى ملولا

***

إنما يعقد الرثاء لميت يرشح الدمع ماتما وعويلا

***

أنت اسمى من أن تموت وهذا نهجك الحي يعضد التنزيلا

***

أنا أرثي لمدلجين أضاعوا هدف السير مقصدا ومقيلا

***

وزعوا بين فكرتين: فقوم ألفوا في اليمين ظلا ظليلا

***

فاستطابوا النعيم، وليمت المسكين، ما دام عيشهم معسولا

***

ولو أن الجميع ساروا على نهجك، واستهدفوا خطاك دليلا

***

لاستراحوا من حبره الفكر فالاسلام أرسى قواعدا وأصولا

***

انه يرشد الأنام إلى الخير، ويوحي الهدى، ويغدو العقولا

-------

يا صريع ابن ملجم، لم تكن وحدك في مذبح الصلاة قتيلا

***

ولو أن الخصام بينكما – حسب – فهيهات يستقيم طويلا

***

إنما تلك قصة العدل والظلم، وهيهات دورها أن يزولا

***

لم تزل والزمان في مسرح التأريخ عذراء تصرع المستحيلا

***

إن سيفا ارادك في ساحة الرحمة ما زال فوقنا مسلولا

***

والدماء التي استقى ريها المحراب لا زال جرحهن خضيلا

***

فصراع ابن ملجم وعلي يتخطى التأريخ جيلا فجيلا