الشيخ احمد عصفور (دام ظله)

الشيخ احمد عصفور (دام ظله)

شيخ خطباء البحرين الشيخ أحمد عصفور - البحرين 13 جمادى الاولى 1433  -  2012/5/4 

شيخ الخطباء في البحرين، علامة جليل القدر، بهي الطلعة، عابد زاهد عامل، من اسرة علمية عريقة فيها الكثير من العلماء والمحدثين والأدباء، درس في حواضر العلم والأدب في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية، له مؤلفات قيمة، انه سماحة الخطيب البارع الشيخ احمد بن عصفور البحراني، وقد التقيناه اثناء زيارته إلى مدينة النجف لزيارة مرقد الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) في يوم ذكرى شهادة الزهراء عليها السلام 13 جمادى الأولى 1431 وهذا جانب من اللقاء.

بطاقة تعريفية لسماحة الشيخ:

ولدت في البحرين عام 1922 الموافق على ما اتذكر 1345هـ في البحرين في قرية دار كليب من اسرة علمية عريقة فوالدي الفقيه والقاضي المحدث الشيخ خلف وقد توفي في سنة 1355هـ ودفن في كربلاء وهو ابن الشيخ احمد بن الشيخ محمد بن الشيح حسين (صاحب السداد) ال عصفور البحراني، أما من ناحية الأم فوالدتي السيدة معصومة بنت السيد هاشم الكامل،و في الأسرة الكثير من العلماء والمفكرين ابرزهم صاحب الحدائق الشيخ يوسف البحراني المدفون قرب المشهد الحسيني بكربلاء.

أسرة ال العصفور البحراني لديها اثار علمية في كربلاء؟

نعم، فقد كان جدنا الشيخ يوسف احمد آل عصفور هو أحد الأعلام البارزين والمراجع الكبار في مدينة كربلاء ولا تزال اثارهم هناك ويوجد في محلة باب السدرة مسجد الشيخ خلف وكانت لهم الزعامة الدينية، وللعائلة آثار كثيرة في مناطق مهمة فقد كانوا امراء منطقة نجد وقاعدة حكمهم هجر المعروفة بالاحساء وعاصمتها الهفوف والتي كانت تمتد من البصرة إلى عمان.

التحصيل الحوزوي لسماحة الشيخ؟

في صغر سني دخلت الكتاتيب وكان اول معلم لي بعد والدي هو الحاج علي بن ابراهيم وفي عام 1355هـ صحبت والدي إلى الكاظمية والتحق بالمدرسة الأهلية ثم عدت إلى البحرين بعد وفاة والدي، وفي عام 1366هـ انتقلت إلى مدينة النجف الأشرف حاضرة العلم والأدب وأتذكر جيد فقد كان انتقالي في أيام وفاة اية الله العظمى السيد ابو الحسن (قدس)وقد سكنت في مدرسة الخليلي الكبرى في محلة العمارة وكنت قد درست بداية المقدمات في البحرين واكملتها مع السطوح في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.

أبرز اساتذة الشيخ أحمد بن عصفور؟

من ابرز اساتذتي في النجف الأشرف هو المؤرخ القدير صاحب المؤلفات القيمة سماحة الشيخ  باقر شريف القرشي وكذلك الشيخ اسد حيدر صاحب كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة والشيخ باقر ابو  خمسين والشيخ جواد قسام والسيد محمد جمال الدين الهاشمي والشيخ عباس المظفر وغيرهم مثل الشيخ الملا احمد زانه والشيخ عبد الله ال طعان.

التوجه نحو الخطابة الحسينية؟

كنت أحب الخطابة وقد تعلمت الخطابة من الشيخ ابراهيم ال مبارك وهو من اسرة معروفة في البحرين ولا يزالون وله اولاد من الخطباء والعلماء، وكذلك تعلمت الخطابة من العلامة الشيخ محمد علي ال حميدان وهذا الشيخ الجليل اول من سمح لي بإلقاء المحاضرات في محرم وصفر عام 1363هـ بمجلس العزاء الذي عقد في دار الحاج علي الحياكة في المحرق وقد قرأت في النجف خاصة في بيوت العلماء والفضلاء والبيوتات المعروفة كبيت ال كاشف العطاء وهذا ما ساعدني كثيرا من الناحية الخطابية والشهرة وقد قرأت في بلدان عديدة في دول الخليج والعراق ولبنان وايران وكانت لي طريقة خاصة في القراءة.

تمتاز الخطابة البحرينية خاصة بالعاطفة الشديدة فما رأيكم؟

الخطابة البحرينية بصورة عامة لها نكهة خاصة ومنهاج عاطفي فهي تركز على ذكر الأحداث واثارة العاطفة من خلال الاعتماد على اسلوب الإطالة في المجالس وكثرة النياحة والطور البحراني المشهور له وقعه في النفوس.

من هم ابرز الخطباء الذي تحب ان تسمع لهم وتحضر مجالسهم؟

خطباء النجف الأشرف لهم دورهم الريادي في الخطابة واسلوبهم في قراءة المجالس مدرسة قائمة وفي مقدمتهم الشيخ الوائلي (رحمه الله) ذلك الشيخ الجليل وكذلك السيد جابر الأغائي والسيد جواد شبر والشيخ محمد علي اليعقوبي فقد كنت احب ان استمع لهذه الثلة الطيبة.

هل حصلتم على اجازة من بعض العلماء الأفاضل؟

نعم كنت متواصل مع العلماء وأصحاب الفضيلة خاصة في العراق فقد حصلت على اجازة في الرواية من سماحة المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم والسيد ابو القاسم الخوئي ومن الشيخ محمد الحسين ال كاشف الغطاء ومن الشيخ محمد طاهر ال شبير الخاقاني والشيخ فاضل اللنكراني ومن السيد المرعشي النجفي وغيرهم.

كيف تقرؤون الواقع العلمي والثقافي في البحرين؟

بفضل الله تعالى والعاملين لخدمة الدين والعلم افتتحت في البحرين الكثير من الحوزات العلمية لدراسة العلوم الدينية والتفقه في الدين ولكن لصعوبة الخصائص الدراسية يتجه الطلبة إلى الدراسة الأكاديمية بشكل اكبر ومع ذلك هناك ما يقارب من ست حوزات دينية في البحرين ابرزها حوزة السيد الغريفي والحوزة التي في الدراز حيث يتم التدريس فيها بدرس السطوح والمقدمات ولإكمال الدرس يذهب طالب العلم إلى النجف الأشرف او قم لإكمال درس البحث الخارج وهناك العديد من العلماء الأفاضل كالشيخ عيسى القاسم والشيخ سليمان المدني والسيد الغريفي.

ما ابرز المناصب التي عملتم بها؟

بعد وفاة الشيخ ابراهيم ال مبارك اقمت صلاة الجمعة في المنطقة الوسطى في البحرين في قرية (عالي) ولا أزال مستمر على اقامة هذه الصلاة وكذلك توليت القضاء الشرعي مع مجموعة من المشايخ الأفاضل وفي عام 1392هـ عينت رئيسا للمحكمة الكبرى ثم قاضيا في محكمة الاستئناف الجعفرية العليا والآن اشغل منصب المستشار للمجلس الأعلى للقضاء.

ما أبرز اثاركم  المطبوعة أو المخطوطة؟

اول كتاب قمت بتأليفه كتاب (معركة المسلمين في التاريخ) وهذا الكتاب رد على بعض الذين يدعون العلم الذين نالوا من الإمام الصادق، وكتاب مزار الحرمين وكتاب بذل الجهود في ردع اعدائنا واليهود والذكرى الخالدة والمسائل الدينية وقد صدر لي مؤخرا مجموعة من الكتب منها قصص العصفور وطموح النفس وهو ديوان شعر وكتاب سير في السير.

لقد امضيت فترة من الزمن في النجف الأشرف خلال سنين الدراسة، فما حنينك لها وانت تعود لزيارتها ؟

بالفعل امضيت 15 سنة من عمري في هذه المدينة العلمية الطيبة ولا اتذكر من اهلها الا الطيب والكرم وحسن الجوار واعلى درجات من الخلق الرفيع، مدينة فيها النفحات القدسية وشعاع العلم، ولو حدثتكم لاستغربتم من حسن الجوار الذي ليس له مثيل في عالمنا اليوم فكانوا يكرمون الضيف لحد كبير خاصة طالب العلم فعندما سكنت النجف كنت جارا لأهلها الكرام كآل شمسه وال قسام وغيرهم من العوائل النجفية المعروفة فكانوا يكرموني ويتفقدوني ومن اغرب ما شاهدته من اهالي النجف الكرام فقد كان لي جار من ال قسام وكان لهم ولد صغير قد ولد لهم بعد طول من الزمن بسبب عدم الانجاب وقد رزقهم الله بهذا الولد وقد حصل شجار بين هذا الولد و ولدي الصغير وقد اصابه ولدي بحاله خطرة وقد تم نقله إلى بغداد بسبب عدم استطاعة مستشفى النجف علاجه وقد جاء والده وقال لا تزعج نفسك وأوصى اهله بان تكرموا آل العصفور رغم الذي حصل

لا نهم مهاجرون في طلب العلم وهو بجوار الإمام وضيوفه وولدي فداء للإمام وضيوفه وطلبة العلم، وهناك الكثير من الذكريات الجميلة والرائعة التي اذكرها عن هذه المدينة الطيبة واهلها الكرام فمن يأتي إلى النجف يجد نفسه بين اهله من الفضلاء واهل العلم ولا يحس بالغربة ابدا فأنتم اهلا كما علمكم اياه باب مدينة العلم.